ميركاتو الترجي: عرض خيالي للاعب إلياس موكوانا وهذا كان موقف إدارة الفريق
يظل ميركاتو الترجي محط أنظار الجماهير وعشاق المستديرة. نافذة الانتقالات الصيفية والشتاءية تمثل فرصة ذهبية للأندية لتعزيز صفوفها، وتصحيح المسار، وتحقيق قفزات نوعية نحو منصات التتويج. وفي هذا السياق، برز اسم إلياس موكوانا، اللاعب الموهوب الذي أصبح محور اهتمام كبار الأندية، وعلى رأسهم الترجي الرياضي التونسي، الذي تلقى عرضاً وصف بالخيالي بقيمة 1 مليون يورو من أجل الظفر بخدماته.
![]() |
لاعب الترجي إلياس موكوانا |
إلياس موكوانا: موهبة أفريقية تخطف أنظار الترجي وعمالقة أوروبا
لم يكن اسم موكوانا مجرد صدى عابر في أروقة ميركاتو الترجي، بل كان حديث الساعة، ولاعباً فرض نفسه بقوة على طاولة المفاوضات. موهبته الفذة، وقدراته البدنية والمهارية الاستثنائية، جعلت منه هدفاً استراتيجياً لإدارة الترجي، التي رأت فيه إضافة نوعية للفريق، وقادراً على قيادة خط الهجوم إلى آفاق جديدة. لكن الطريق نحو التعاقد مع موكوانا لم يكن مفروشاً بالورود، بل واجه عقبات وتحديات كبيرة، أبرزها العروض المغرية التي انهالت على اللاعب من أندية أوروبية مرموقة.
العرض الخيالي: هل قلب الطاولة على حسابات الترجي؟
العرض الذي تقدم به أحد الأندية الأوروبية لإلياس موكوانا كان بمثابة الزلزال الذي هز أرجاء ميركاتو الترجي. أرقام فلكية، وحوافز مغرية، وشروط شخصية لا تقبل المنافسة، وضعت إدارة الترجي في موقف لا تحسد عليه.
هل تستطيع مجاراة هذا العرض الخيالي؟ هل تضحي بميزانيتها من أجل ضم موكوانا؟ أم تنسحب من الصفقة وتحول وجهتها نحو خيارات أخرى؟ أسئلة ملحة طرحت نفسها بقوة على مكاتب المسؤولين في الترجي، وأجبرتهم على دراسة الوضع من جميع جوانبه، واتخاذ القرار المناسب الذي يخدم مصلحة الفريق على المدى الطويل.
موقف إدارة الترجي: بين الطموح والواقعية
في خضم هذه الظروف الصعبة، أظهرت إدارة الترجي حكمة كبيرة في التعامل مع ملف إلياس موكوانا. لم تنجرف وراء الإغراءات المالية، ولم تتهور في اتخاذ القرارات، بل اعتمدت على استراتيجية متوازنة تجمع بين الطموح والواقعية.
من جهة، أبدت رغبتها الجادة في ضم اللاعب، وقدمت عرضاً محترماً يتناسب مع قيمته وإمكاناته. ومن جهة أخرى، وضعت سقفاً مالياً للصفقة، ولم تتجاوزه مهما كانت الظروف، حفاظاً على الاستقرار المالي للفريق، وتجنباً لأي مغامرات غير محسوبة العواقب.
الرسالة كانت واضحة: الترجي يريد موكوانا، لكن ليس بأي ثمن. الفريق لن يرهن مستقبله من أجل لاعب واحد، مهما كانت موهبته. هناك أولويات أخرى يجب مراعاتها، مثل بناء فريق متكامل، وتطوير البنية التحتية، والاهتمام بالفئات الشابة.
ما بعد موكوانا: استراتيجية الترجي في ميركاتو
بعد أن حسم مصير صفقة إلياس موكوانا، سواء بالنجاح أو الفشل، لم تتوقف إدارة الترجي عن العمل، بل كثفت جهودها للبحث عن بدائل أخرى، وتعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد.
ميركاتو الترجي لم يكن محصورا في موكوانا فقط، بل كان يضم العديد من الأسماء الأخرى، في مختلف المراكز، ومن جنسيات مختلفة.
الهدف كان واضحاً: بناء فريق قوي ومتماسك، قادر على المنافسة على جميع الألقاب المحلية والقارية.
التركيز لم يكن فقط على الأسماء الكبيرة، بل أيضاً على المواهب الشابة، القادرة على تقديم الإضافة في المستقبل.
نادي باب سويقة يؤمن بأن الاستثمار في الشباب هو الاستثمار الحقيقي، وهو الضمانة الوحيدة لاستمرار الفريق في القمة.
الخلاصة: ميركاتو الترجي بين الطموح والحذر
في الختام، يمكن القول إن ميركاتو الترجي كان بمثابة اختبار حقيقي لإدارة الفريق، وقدرتها على اتخاذ القرارات الصعبة في الظروف المعقدة. صفقة إلياس موكوانا كانت مجرد مثال واحد على التحديات التي تواجه الأندية في سوق الانتقالات، حيث تتداخل العوامل المالية والفنية والإدارية.
الترجي أثبت أنه قادر على التعامل مع هذه التحديات بذكاء وحكمة، وأن لديه استراتيجية واضحة المعالم، تجمع بين الطموح والحذر، وبين الرغبة في الفوز والحرص على الاستقرار المالي. ميركاتو الترجي قد ينتهي بضم موكوانا أو بدونه، لكن الأكيد أنه سيترك بصمة واضحة على مستقبل الفريق، وعلى خارطة كرة القدم في تونس وإفريقيا.